وسط المصانع الكثيرة التي تزخر بها مدينة الجبيل الصناعية، تأتي المواقع السياحية كمتنفس تم الاعتناء به جيداً؛ ليكون ملاذاً لكل باحث عن التغيير وسط ضجيج الصناعة؛ فكم هو جميل حين يُدهَش زوار هذه المدينة الصناعية بامتياز، برؤية الكثير من الخيارات السياحية المتنوعة، والتي أضافت إلى هندسة صروحها العملاقة جمالَ حدائقَ غناءٍ لا تخطئه العين؛ وهو ما يجعل من زيارة الجبيل تجربة رائعة تستحق العناء.
وقد ساعد وقوع الجبيل على شواطئ الخليج العربي في الاهتمام بإنشاء بنية تحتية ذات جودة عالية أسهمت في ظهور مرافق جميلة ومميزة من الشواطئ الخلابة إلى المتنزهات الخضراء. وتمتد القائمة لتشمل أماكن التسوق الحديثة من مجمعات ضخمة إلى تجمعات لمحال من مختلف العلامات التجارية.
من المناسب أن تكون البداية في الحديث عن الشواطئ التي تتميز بها الجبيل، وفي مقدمتها شاطئ الفناتير الذي يعد المكان الأكثر جذباً للزوار بفضل موقعه الذي يجاور مركز المدينة، وسهولة الوصول إليه، وامتداد ساحله الذي يضم مواقف للمركبات، ومساحات خضراء شاسعة تتوفر فيها ألعاب للأطفال. وقد جُهز الشاطئ بكافة ما يلزم قاصديه؛ من مواقد حديثة للشواء، وشبكة لاسلكية للاتصالات، إضافة إلى مدرج على غرار المدرجات الرومانية كمسرح دائم للفعاليات السياحية هناك.
غير بعيد عن شاطئ الفناتير يأتي شاطئ النخيل الذي كان له من اسمه نصيب؛ حيث تصطف أشجار النخيل المزروعة بعناية لتمنح الشاطئ الكثير من بهائه. كما يضم الشاطئ الكثير من المظلات التي تم تصميمها بأشكال مختلفة، فيما تمنح الرمال الناعمة الكثير من المرح للزائرين، ولا سيما الأطفال منهم.
متنزه الدفي يقع في الحي الذي يحمل نفس الاسم. تمتد فيه المساحات الخضراء والأشجار الكثيفة، وتزيد الطرق المتعرجة من جاذبيته للزوار، ويقصده الكثير من ممارسي رياضة المشي؛ لسهولة ارتياد طرقاته تلك.
أما متنزه القناة المائية فهو الأحدث في قائمة المتنزهات في الجبيل الصناعية. يضم المتنزه الكثير من الأشجار، ويعد مقصداً رئيسياً للطيور المُهاجرة التي تمر بالمنطقة سنوياً، وقد صُمِّم بطريقة عصرية، وتتوفر فيه كافة الخدمات الرئيسية.
ويمكن لزائر الجبيل الصناعية المفاضلة بين الكثير من الخيارات الجذابة في حال قرر التسوق؛ حيث تتوفر المجمعات والمحال التجارية المتنوعة. كما يوجد في المدينة عدد من الفنادق من كافة المستويات، إلى جانب الكثير من الشقق الفندقية التي تتيح للزائر فرصة الاختيار تبعاً لميزانيته التي حددها لرحلته.
وفي الزوايا خبايا وبقايا من تفاصيل يُفضل أن يستكشفها الزائر أثناء تجواله؛ ففي الجولة يمكنه الاستمتاع وإطالة النظر في جمال هذه المدينة الوادعة، وما تضمه من بنى تحتية، ناهيك عن تخطيط عمراني جميل وطرقات رحبة منظمة وأحياء تتوسع بشكل مطرد لدى كل زيارة، وتزداد معها الرقعة الخضراء التي تكسو كل مكان.
زيارة الجبيل ستخلف -لا شك- الكثير من الذكريات الجميلة في نهاية كل رحلة عن هذا الصرح الصناعي العملاق، وهذه الدرة السياحية الحسناء.
